
بعد هدوء دام حوالي شهر عاد القصف من جديد وبطريقة عنيفة جدا الى جبل سمامة حيث استفاق الأهالي يوم أمس الاربعاء 12 نوفمبر 2014 على وقع ضربات مدفعية قوية جدا اهتزت لها نوافذ وأبواب وجدران المنازل.
ضربات المدفعية أثارت تساؤلات العديد من متتبعي الوضع الأمني في الجهة وتعددت التأويلات والتفسيرات كالعادة. انطلق القصف المدفعي في حدود الساعة السابعة صباحا وتواصل الى حدود التاسعة وكان قويا جدا مما جعل البعض يظن أنه في وسط المدينة وقد تناهى الى مسامعنا صوت المدافع من مسافة قريبة جدا من المدينة وبالتحري في الأمر تبين لنا أن القصف متجه الى جبل سمامة من ناحية الطريق الحزامية التي تمركزت فيها دبابات تقوم – حسبما صرح لنا به شهود عيان هناك – بالقصف عن بعد يبدو أنها بواسطة مدافع متطورة كانت القوات العسكرية قد تلقتها مؤخرا وقصفت بها جبل الشعانبي من ساحة الثكنة العسكرية وسط المدينة ورغم بعد المسافة فإن هذه المدافع قادرة على إصابة الهدف بدقة كبيرة حسبما فسّر لنا مصدر عسكري مطلع علما وأن الطريق الحزامية لا تفصل بينها وبين أقرب أحياء القصرين لها وهي البساتين الأول والثاني والثالث سوى أراض دولية تابعة لديوان الأراضي الدولية لا يتجاوز عرضها الكيلومترين على أقصى تقدير كما أنها أي الطريق الحزامية تشرف على قرية سيدي حراث التي تفصلها عن سمامة وتلتقي مع قرية العريش التي تنفتح على الحي الأولمبي ، هذا وقد صرح لنا شاهد عيان أنه شاهد في فجر أمس تعزيزات عسكرية تتكون من قرابة 50 شاحنة متجهة من القصرين المدينة في اتجاه شمالها على الطريق الرئيسية المؤدية الى جبلي الشعانبي وسمامة من جهة اتجاه مدينة خمودة كما بلغنا أن التعزيزات تمركزت على جانبي المسالك المؤدية الى سمامة من جهة قرى القرين والبنانية وطربخانة وهي قرى تقع في سفح جبل سمامة .
العملية كما استمع اليها كل الأهالي كانت فجئية حيث اعتاد هؤلاء على القصف ليلا ولكن صباحا تعتبر أمرا جديدا وهذا ربما كان نتيجة تلقي القوات العسكرية لمعلومات دقيقة عجلت بالعملية خاصة وأن مصادر مطلعة أكدت للشروق أن القوات المشتركة ألقت القبض خلال الليلة الفاصلة بين الثلاثاء والاربعاء على مشتبه فيه تضاربت حوله الآراء فهناك من قال أنه ألقي عليه القبض مختبأ في شاحنة وهناك من أكد أنه كان بصدد التزود بالمواد الغذائية من عطار في أحد الأحياء وسط المدينة وهناك رأي ثالث يفيد أن المشبوه فيه تم القبض عليه أثناء محاولته التسلل من جبل السلوم الى سمامة ومهما تضاربت الآراء حول طريقة القاء القبض عليه فإنه يبدو أن هذا المشبوه فيه أفاد السلطات المعنية بالأمر بمعلومات حول مكان تحرك المجموعات المسلحة داخل جبل سمامة وهذا ربما ما سرع بعمليات القصف .